غطينا بها رجليه خرج رأسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " غطوا بها رأسه، واجعلوا على رجليه من الإذخر. ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها " (1).
ذكر دعائه صلى الله عليه وسلم، بعد الوقعة يوم أحد روى الإمام أحمد والنسائي، في كتاب عمل اليوم والليلة، والحاكم، وقال على شرط الشيخين، وأقره الذهبي ومحمد بن عمر الأسلمي، عن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من دفن أصحابه ركب فرسه، وخرج المسلمون حوله عامتهم جرحى، ولا مثل لبني سلمة وبني عبد الأشهل، ومعه أربع عشرة امرأة. فلما كانوا بأصل أحد قال: " اصطفوا حتى أثني على ربي عز وجل "، فاصطف الرجال خلفه صفوفا، خلفهم النساء، فقال: " اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، وما مانع لما أعطيت ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت. اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إنا نسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إنا نسألك النعيم يوم العيلة، اللهم إنا نسألك الامن يوم الخوف [والغنى يوم الفاقة]، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا، ومن شر ما منعتنا، اللهم حبب إلينا الايمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين. اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين. اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك، ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك. اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب، إله الحق. آمين ".
ذكر رحيل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من دفن أصحابه، رضي الله عنهم، ركب فرسه وخرج المسلمون حوله راجعين إلى المدينة، فلقيته حمنة بنت جحش، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا حمنة: احتسبي "، قالت: من يا رسول الله؟ قال: " خالك حمزة بن عبد المطلب ". قالت:
إن لله وإنا إليه راجعون، غفر الله له، هنيئا له الشهادة، ثم قال لها: " احتسبي "، قالت: من يا رسول الله؟ قال: " أخوك عبد الله بن جحش "، قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، غفر الله له، هنيئا له الشهادة، ثم قال لها: " احتسبي "، قالت: من يا رسول الله؟ قال: " زوجك مصعب بن عمير "، قالت: واحزناه، وفي لفظ: واعقراه، وصاحت وولولت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن زوج المرأة