إذ رام شيب وأبوك غدري * فخضبا منه ضواحي النحر ذكر مقتل عبد الله بن جحش رضي الله عنه روى محمد بن عمر الأسلمي عن شيوخه وابن وهب عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد: ألا تأتي ندعو الله تعالى في ناحية، فدعا سعد فقال: يا رب إذا لقيت العدو غدا فلقني رجلا شديدا بأسه، شديدا حرده، أقاتله فيك ويقاتلني، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله، وآخذ سلبه، فأمن عبد الله بن جحش، ثم قال:
اللهم ارزقني رجلا شديدا بأسه، شديدا حرده، أقاتله فيك ويقاتلني، فيقتلني ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك قلت: يا عبدي، فيم جدع أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك وفي رسولك، فيقول الله تعالى: صدقت، قال سعد: كانت والله دعوة عبد الله بن جحش خيرا من دعوتي، ولقد رأيته آخر النهار وإن أذنيه، وأنفه معلقات في خيط. قال محمد بن عمر: وتولى تركته رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاشترى لابنه مالا بخيبر، ودفن هو وخاله حمزة بن عبد المطلب في قبر واحد.
ذكر مقتل أبي سعد خيثمة بن أبي خيثمة رضي الله عنه وهو بخاء معجمة مفتوحة فتحتية ساكنة فثاء مثلثة.
ذكر محمد بن عمر أن خيثمة قال يوم أحد: يا رسول الله لقد أخطأتني وقعة بدر، وكنت والله حريضا عليها، حتى ساهمت ابني في الخروج فخرج سهمه فرزق الشهادة، وقد رأيته البارحة في النوم في أحسن صورة، يسرح في ثمار الجنة وأنهارها، ويقول: الحق بنا ترافقنا في الجنة، فقد وجدت ما وعدني ربي حقا، وقد والله يا رسول الله أصبحت مشتاقا إلى مرافقته في الجنة، فادع الله تعالى أن يرزقني الشهادة، ومرافقته في الجنة، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل في أحد.
ذكر مقتل مصعب بن عمير رضي الله عنه روى ابن سعد، عن محمد بن شرحبيل العبدري قال:
حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد فقطعت يده اليمنى، فأخذ اللواء بيده اليسرى وهو يقول: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) [آل عمران 144] الآية...، ثم قطعت يده اليسرى فحنا على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره وهو يقول: (وما محمد إلا رسول) الآية... ثم قتل فسقط اللواء، قال محمد بن شرحبيل: وما نزلت هذه الآية: (وما محمد إلا رسول) يومئذ حتى نزلت بعد.