(ولا يجدون لهم من دون الله) أي غيره (وليا) ينفعهم (ولا نصيرا) يدفع الضر عنهم (قد يعلم الله المعوقين) المثبطين (منكم والقائلين لاخوانهم هلم) تعالوا (إلينا ولا يأتون البأس) القتال (إلا قليلا) رياء وسمعة (أشحة عليكم) وبالمعاونة جمع شحيح وهو حال من ضير يأتون (فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي) كنظر أو كدوران الذي (يغشى عليه من الموت) أي سكراته (فإذا ذهب الخوف) وحيزت الغنائم (سلقوكم) آذوكم وضربوكم (بألسنة حداد أشحة على الخير) أي الغنيمة يطلبونها (أولئك لم يؤمنوا) حقيقة (فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك) الاحباط (على الله يسيرا) بإرادته (يحسبون الأحزاب) من الكفار (لم يذهبوا) إلى مكة لخوفهم منهم (وإن يأت الأحزاب) كرة أخرى (يودوا لو أنهم بأدون في الاعراب) أي كائنون في الاعراب (يسئلون عن أنبائكم) أخباركم مع الكفار (ولو كانوا فيكم) هذه الكرة (ما قاتلوا إلا قليلا) رياء وخوفا عن التعبير (لقد كان لكم في رسول الله أسوة) بكسر الهمزة وضمها (حسنة) اقتداء به في القتال والثبات في مواطنه (لمن) بدل من لكم (كان يرجو الله) يخافه (واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) بخلاف من ليس كذلك (ولما رأى المؤمنون الأحزاب) من الكفار (قالوا: هذا ما وعدنا الله ورسوله) من الابتلاء والنصر (وصدق الله ورسوله) في الوعد (وما زادهم) ذلك (إلا إيمانا) تصديقا بوعد الله (وتسليما) لامره. (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) من الثبات مع النبي (فمنهم من قضى نحبه) مات أو قتل في سبيل الله (ومنهم من ينتظر) ذلك (وما بدلوا تبديلا) في العهد وهم بخلاف حال المنافقين (ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء) بأن يميتهم على نفاقهم (أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا) لمن تاب (رحيما) به (ورد الله الذين كفروا) أي الأحزاب (بغيظهم لم ينالوا خيرا) مرادهم من الظفر بالمؤمنين (وكفى الله المؤمنين القتال) بالريح والملائكة (وكان الله قويا) على إيجاد ما يريده (عزيزا) [الأحزاب من 9: 25] غالبا على أمره.
ذكر بعض ما قيل فيها من أشعار المسلمين قال كعب بن مالك رضي الله عنه يجيب ضرار بن الخطاب عن قصيدة قالها:
وسائلة تسائل ما لقينا * ولو شهدت رأتنا صابرينا صبرنا لا نرى لله.. عدلا * على ما نابنا.. متوكلينا وكان لنا النبي وزير صدق * به نعلو البرية أجمعينا نقاتل معشرا ظلموا وعقوا * وكانوا بالعداوة مرصدينا