وروى أبو نعيم في فضائل الصحابة وابن عساكر، عن عباد بن عبد الله بن الزبير أنه بلغه أن الملائكة نزلت يوم بدر وهم طير بيض عليهم عمائم صفر، وكان على رأس الزبير يومئذ عمامة صفراء من بين الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نزلت الملائكة على سيما أبي عبد الله، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه عمامة صفراء (1).
قال ابن سعد: وكانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم قد أرخوها بين أكتافهم خضر وصفر وحمر من نور، والصوف من نواصي خيلهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: " إن الملائكة قد سومت فسوموا، فأعلموا بالصوف في مغافرهم وقلانسهم وكانت الملائكة على خيل بلق ".
وروى ابن أبي شيبة وابن جرير عن عمير بن إسحاق قال: إن أول ما كان الصوف ليوم بدر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تسوموا فإن الملائكة قد تسومت، فهو أول يوم وضع الصوف " (2).
وروى ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن علي رضي الله عنه قال: كان سيما الملائكة يوم بدر الصوف الأبيض في نواصي الخيل وأذنا بها (3).
وروى ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة في قوله: (مسومين) قال: بالعهن الأحمر.
وروى ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: أتوا - أي الملائكة - مسومين فسوم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنفسهم وخيلهم على سيماهم بالصوف.
وروى عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال: ذكر لنا أن سيماهم - أي الملائكة - يومئذ الصوف بنواصي خيلهم، وأذنا بها، وأنهم على خيل بلق.
ذكر شعار المسلمين يومئذ روى البيهقي عن عروة قال: كان شعار المهاجرين يومئذ: يا بني عبد الرحمن، وشعار الخزرج، يا بني عبد الله، وشعار الأوس: يا بني عبيد الله. وسمى خيله خيل الله، وكذا قال ابن سعد، ويقال: كان شعار الجميع يومئذ: يا منصور أمت.
وروى الحارث بن أبي أسامة، عن زيد بن علي، قال: كان شعار النبي صلى الله عليه وسلم: " يا منصور أمت "، ويقال: أحد أحد، ولما تنزلت الملائكة للنصر، ورآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أغفى إغفاءة، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من العريش في الدرع، فجعل يحرض الناس على القتال،