فإن صححنا الروايتين جاء القران، وإن توقفنا في كل منهما وقف الدليل، وإن رجحنا رواية مسلم في صحيحه في رواية العمرة، فقد تقدم عن ابن عباس أنه روى الافراد وهو الاحرام بالحج، فتكون هذه زيادة على الحج، فيجئ القول بالقران، لا سيما وسيأتي عن ابن عباس ما يدل على ذلك.
وروى مسلم من حديث غندر ومعاذ بن معاذ، عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس، أن رسول الله قال: هذه عمرة استمتعنا بها، فمن لم يكن معه هدى فليحل الحل كله، فقد دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة.
وروى البخاري عن آدم بن أبي إياس، ومسلم من حديث غندر، كلاهما عن شعبة، عن أبي جمرة (1)، قال: تمتعت فنهاني ناس فسألت ابن عباس فأمرني بها، فرأيت في المنام كأن رجلا يقول [لي (2)]: حج مبرور ومتعة (3) متقبلة، فأخبرت ابن عباس فقال:
الله أكبر! سنة أبى القاسم صلوات الله وسلامه عليه.
والمراد بالمتعة هاهنا القران.
* * * وقال القعيني وغيره، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن محمد بن عبد الله ابن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، أنه حدثه أنه سمع سعد بن أبي وقاص والضحاك بن قيس عام حج معاوية بن أبي سفيان يذكر التمتع بالعمرة إلى الحج. فقال الضحاك لا يصنع ذلك إلا من جهل أمر الله. فقال سعد: بئس ما قلت يا بن أخي.