وقال البخاري: حدثنا إسحاق، أخبرنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، حدثني أبي ، عن الزهري، قال أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري، وكان كعب بن مالك أحد الثلاثة الذين تيب عليهم، أن عبد الله بن عباس أخبره أن علي بن أبي طالب خرج من عند رسول الله في وجعه الذي توفى فيه فقال الناس: يا أبا الحسن كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أصبح بحمد الله بارئا.
فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب فقال له: أنت والله بعد ثلاث عبد العصا! وإني والله لارى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يتوفى من وجعه هذا، إني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت، اذهب بنا إلى رسول الله فلنسأله فيمن هذا الامر؟ إن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا علمناه فأوصى بنا.
فقال على: إنا والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده، وإني والله لا أسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
انفرد به البخاري.
وقال البخاري: حدثنا قتيبة، حدثنا سفيان، عن سليمان الأحول، عن سعيد بن جبير، قال: قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس! اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه. فقال: ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا (1) بعده أبدا.
فتنازعوا - ولا ينبغي عند نبي تنازع - فقالوا: ما شأنه أهجر (2)؟ استفهموه، فذهبوا يردون عنه، فقال: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه. فأوصاهم بثلاث قال:
أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم. وسكت عن الثالثة أو قال فنسيتها.
ورواه البخاري في موضع آخر، ومسلم من حديث سفيان بن عيينة.