بخيف بني كنانة - يعنى المحصب - حيث قاسمت قريشا على الكفر.
وذلك أن بني كنانة حالفت قريشا على بني هاشم أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يؤوهم - يعنى حتى يسلموا - إليهم رسول الله.
ثم قال عند ذلك: " لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم " قال الزهري:
والخيف: الوادي.
أخرجاه من حديث عبد الرزاق.
وهذان الحديثان فيهما دلالة على أنه عليه السلام قصد النزول في المحصب مراغمة لما كان تمالا عليه كفار قريش لما كتبوا الصحيفة في مصارمة بني هاشم وبنى المطلب حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما قدمنا بيان ذلك في موضعه.
وكذلك نزله عام الفتح، فعلى هذا يكون نزوله سنة مرغبا فيها، وهو أحد قولي العلماء.
وقد قال البخاري: حدثنا أبو نعيم، أنبأنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: إنما كان منزلا ينزله النبي صلى الله عليه وسلم ليكون أسمح لخروجه - يعنى الأبطح -.
وأخرجه مسلم من حديث هشام به. ورواه أبو داود عن أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: إنما نزل رسول الله المحصب ليكون أسمح لخروجه، وليس بسنة، فمن شاء نزله ومن شاء لم ينزله.
وقال البخاري: حدثنا على بن عبد الله، حدثنا سفيان، قال: قال عمرو عن عطاء، عن ابن عباس قال: ليس التحصيب بشئ، إنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم.