ظاهر البيداء التفت إلى أصحابه فقال: ما أمرهما إلا واحد، أشهدكم أنى قد أوجبت الحج مع العمرة. فخرج حتى جاء البيت فطاف به وطاف بين الصفا والمروة سبعا لم يزد عليه ورأى أن ذلك مجز عنه، وأهدى.
وقد أخرجه صاحب الصحيح من حديث مالك. وأخرجاه من حديث عبيد الله عن نافع به. ورواه عبد الرزاق عن عبيد الله وعبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع به نحوه; وفيه: ثم قال في آخره: هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفيما رواه البخاري حيث قال: حدثنا قتيبة، حدثنا ليث، عن نافع: أن ابن عمر أراد الحج عام نزل الحجاج بابن الزبير، فقيل له: إن الناس كائن بينهم قتال، وإنا نخاف أن يصدوك. قال: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " إذا أصنع كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني أشهدكم أن قد أوجبت عمرة.
ثم خرج حتى إذ كان بظاهر البيداء قال: ما أرى شأن الحج والعمرة إلا واحدا، أشهدكم أنى أوجبت حجا مع عمرتي. فأهدى هديا اشتراه بقديد، ولم يزد على ذلك ولم ينحر ولم يحل من شئ حرم منه، ولم يحلق ولم يقصر، حتى كان يوم النحر فنحر وحلق، ورأى أن قد قضى طواف الحج والعمرة بطوافه الأول.
وقال ابن عمر: كذلك فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال البخاري: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن علية، عن أيوب، عن نافع، أن ابن عمر دخل ابنه عبد الله بن عبد الله وظهره (1) في الدار، فقال: إني لا آمن أن يكون العام بين الناس قتال فيصدوك عن البيت، فلو أقمت؟
قال: قد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فحال كفار قريش بينه وبين البيت،