سنة مرة، وإنه عارضني به العام مرتين، وما أرى ذلك إلا اقتراب أجلى ".
وفى صحيح البخاري من حديث أبي بكر بن عياش عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله يعتكف في كل شهر رمضان عشرة أيام، فلما كان من العام الذي توفى فيه اعتكف عشرين يوما، وكان يعرض عليه القرآن في كل رمضان، فلما كان العام الذي توفى فيه عرض عليه القرآن مرتين.
* * * وقال محمد بن إسحاق رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع في ذي الحجة، فأقام بالمدينة بقيته والمحرم وصفرا. وبعث أسامة بن زيد.
فبينا الناس على ذلك ابتدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم بشكواه الذي قبضه الله فيه إلى ما أراده الله من رحمته وكرامته في ليال بقين من صفر أو في أول شهر ربيع الأول.
فكان أول ما ابتدئ به رسول الله من ذلك، فيما ذكر لي، أنه خرج إلى بقيع الغرقد من جوف الليل فاستغفر لهم، ثم رجع إلى أهله، فلما أصبح ابتدئ بوجعه من يومه ذلك.
قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن جعفر، عن عبيد بن جبير مولى الحكم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
بعثني رسول الله من جوف الليل فقال: يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع فانطلق معي.
فانطلقت معه، فلما وقف بين أظهرهم قال: السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها، الآخرة شر من الأولى.