قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تقتل عمارا الفئة الباغية " ورواه من حديث ابن علية، عن ابن عون، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار، وهو ينقل الحجارة: " ويح لك يا ابن سمية! تقتلك الفئة الباغية ".
وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الحسن يحدث عن أمه، عن أم سلمة، قالت:
لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يبنون المسجد، جعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحمل كل واحد لبنة لبنة، وعمار يحمل لبنتين، لبنة عنه ولبنة عن النبي صلى الله عليه وسلم فمسح ظهره وقال: " ابن سمية، للناس أجر ولك أجران، وآخر زادك شربة من لبن وتقتلك الفئة الباغية ".
وهذا إسناد على شرط الصحيحين.
وقد أورد البيهقي وغيره من طريق جماعة، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن أبي سعيد الخدري، قال: كنا نحمل في بناء المسجد لبنة لبنة، وعمار يحمل لبنتين لبنتين.
فرآه النبي صلى الله عليه سلم فجعل ينفض التراب عنه ويقول: " ويح عمار! تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار " قال يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن.
لكن روى هذا الحديث الامام البخاري عن مسدد، عن عبد العزيز بن المختار، عن خالد الحذاء، وعن إبراهيم بن موسى، عن عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذاء به، إلا أنه لم يذكر قوله: " تقتلك الفئة الباغية ".
قال البيهقي: وكأنه إنما تركها لما رواه مسلم من طريق، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد [قال: أخبرني من هو خير منى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار حين جعل يحفر الخندق، جعل يمسح رأسه ويقول: " بؤس ابن سمية! تقتله فئة باغية ".