حتى حال دونه أبو بكر الصديق قائلا: أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله! وكذلك عزم أبى جهل، لعنه الله، على أن يطأ على عنقه وهو يصلى فحيل بينه وبين ذلك، وما أشبه ذلك - كان بعد وفاة أبى طالب والله أعلم. فذكرها ههنا أنسب وأشبه.
فصل في ذهابه عليه السلام إلى أهل الطائف يدعوهم إلى الله تعالى، وإلى نصرة دينه، فردوا عليه ذلك ولم يقبلوا، فرجع عنهم إلى مكة قال ابن إسحاق: فلما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تكن نالته منه في حياة عمه أبى طالب.
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يلتمس من ثقيف النصرة والمنعة بهم من قومه، ورجا أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله تعالى.
فخرج إليهم وحده فحدثني يزيد بن أبي زياد، عن محمد بن كعب القرظي، قال: انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، وعمد إلى نفر من ثقيف وهم سادة ثقيف وأشرافهم وهم إخوة ثلاثة، عبد يا ليل، ومسعود، وحبيب، بنو عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة ابن عوف بن ثقيف. وعند أحدهم امرأة من قريش من بني جمح.
فجلس إليهم فدعاهم إلى الله وكلمهم لما جاءهم له من نصرته على الاسلام والقيام معه على من خالفه من قومه، فقال أحدهم: هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك.
وقال الآخر: أما وجد الله أحدا أرسله غيرك؟ وقال الثالث: والله لا أكلمك أبدا لئن كنت رسولا من الله كما تقول لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك.