قالت: لما كبرت سودة وهبت يومها لي، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لي بيومها مع نسائه. قالت: وكانت أول امرأة تزوجها بعدي.
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو النضر، حدثنا عبد الحميد، حدثني شهر، حدثني عبد الله بن عباس، أن رسول الله صلى عليه وسلم خطب امرأة من قومه يقال لها سودة وكانت مصبية، كان لها خمس صبية أو ست من بعلها مات: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما يمنعك منى؟ " قالت: والله يا نبي الله ما يمنعني منك أن لا تكون أحب البرية إلى، ولكني أكرمك أن يمنعوا هؤلاء الصبية عند رأسك بكرة وعشية. قال: فهل منعك منى غير ذلك؟ قالت: لا والله. قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرحمك الله! إن خير نساء ركبن أعجاز الإبل، صالح؟ نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على بعل بذات يده.
قلت: وكان زوجها قبله عليه السلام السكران بن عمرو أخو سهيل بن عمرو، وكان ممن أسلم وهاجر إلى الحبشة كما تقدم، ثم رجع إلى مكة فمات بها قبل الهجرة رضي الله عنه.
هذه السياقات كلها دالة على أن العقد على عائشة كان متقدما على العقد بسودة، وهو قول عبد الله بن محمد بن عقيل. ورواه يونس عن الزهري.
واختار ابن عبد البر أن العقد على سودة قبل عائشة، وحكاه عن قتادة وأبى عبيد.
قال: ورواه عقيل عن الزهري.