وقد روى الواقدي أن أسعد بن زرارة لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار أبى أيوب أخذ بخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت عنده.
وروى عن زيد بن ثابت أنه قال: أول هدية أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزل دار أبى أيوب، أنا جئت بها، قصعة فيها خبز مثرود بلبن وسمن، فقلت:
أرسلت بهذه القصعة أمي. فقال: " بارك الله فيك " ودعا أصحابه فأكلوا، ثم جاءت قصعة سعد بن عبادة ثريد وعراق لحم.
وما كانت من ليلة إلا وعلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلاثة والأربعة يحملون الطعام يتناوبون، وكان مقامه في دار أبى أيوب سبعة أشهر.
قال: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل في دار أبى أيوب مولاه زيد بن حارثة وأبا رافع، ومعهما بعيران وخمسمائة درهم، ليجيئا بفاطمة وأم كلثوم ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسودة بنت زمعة زوجته، وأسامة بن زيد، وكانت رقية قد هاجرت مع زوجها عثمان، وزينب عند زوجها بمكة أبى العاص بن الربيع، وجاءت معهم أم أيمن امرأة زيد بن حارثة وخرج معهم عبد الله بن أبي بكر بعيال أبى بكر وفيهم عائشة أم المؤمنين ولم يدخل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* * * وقال البيهقي: أخبرنا على بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا خلف بن عمرو العكبري، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا عطاف بن خالد، حدثنا صديق بن موسى، عن عبد الله بن الزبير، أن رسول صلى الله عليه وسلم قدم المدينة، فاستناخت به راحلته بين دار جعفر بن محمد بن علي وبين دار الحسن ابن زيد، فأتاه الناس فقالوا: يا رسول الله المنزل. فانبعثت به راحلته فقال: " دعوها فإنها مأمورة ".