فابتاع راحلتين فحبسهما في داره يعلفهما إعدادا لذلك. قال الواقدي: اشتراهما بثمانمائة درهم.
قال ابن إسحاق: فحدثني من لا أتهم، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أم المؤمنين، أنها قالت: كان لا يخطئ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي بيت أبى بكر أحد طرفي النهار إما بكرة، وإما عشية.
حتى إذا كان اليوم الذي أذن الله فيه رسول الله صلى عليه وسلم في الهجرة والخروج من مكة من بين ظهري قومه أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها.
قالت: فلما رآه أبو بكر قال: ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الساعة إلا لأمر حدث.
قالت: فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عند رسول الله (1) صلى الله عليه وسلم أحد إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أخرج عنى من عندك " قال: يا رسول الله إنما هما ابنتاي، وما ذاك فداك أبي وأمي؟
قال: إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة.
قالت: فقال أبو بكر: الصحبة يا رسول الله؟ قال: الصحبة.
قالت: فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكى من الفرح، حتى رأيت أبا بكر يومئذ يبكى!
ثم قال: يا نبي الله إن هاتين راحلتين كنت أعددتهما لهذا.