قال عمير بن الحمام، أخو بني سلمة وفى يده تمرات يأكلهن: بخ بخ! أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء؟ قال: ثم قذف التمرات من يده وأخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل. رحمه الله.
وقال الإمام أحمد: حدثنا هاشم بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم بسبسا عينا ينظر ما صنعت عير أبى سفيان، فجاء وما في البيت أحد غيري وغير النبي صلى الله عليه وسلم. قال: لا أدرى ما استثنى من بعض نسائه، قال: فحدثه الحديث. قال: فخرج رسول الله فتكلم فقال " إن لنا طلبة، فمن كان ظهره حاضرا فليركب معنا " فجعل رجال يستأذنونه في ظهورهم في علو المدينة قال: " لا إلا من كان ظهره حاضرا ".
وانطلق رسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يتقدمن أحد منكم إلى شئ حتى أكون أنا دونه ".
فدنا المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض ".
قال يقول عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض؟!
قال: نعم. قال: بخ بخ؟ فقال رسول الله: " ما يحملك على قول بخ بخ؟ قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها. قال: فإنك من أهلها.
قال: فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها حياة طويلة! قال: فرمى ما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل رحمه الله.