وقد ثبت في الصحيحين من حديث شعبة، سمعت قتادة، عن أنس بن مالك، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير دور الأنصار بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن الخزرج، ثم بنو ساعدة، وفى كل دور الأنصار خير ".
فقال سعد بن عبادة: ما أرى النبي صلى الله عليه وسلم إلا قد فضل علينا. فقيل:
قد فضلكم على كثير.
هذا لفظ البخاري.
وكذلك رواه البخاري ومسلم من حديث أنس وأبى سلمة، عن أبي أسيد مالك بن ربيعة، ومن حديث عبادة بن سهل عن أبي حميد، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله سواء. زاد في حديث أبي حميد: فقال أبو أسيد لسعد بن عبادة: ألم تر أن النبي صلى الله عليه وسلم خير الأنصار فجعلنا آخرا، فأدرك سعد النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله خيرت دور الأنصار فجعلتنا آخرا؟ قال: " أو ليس بحسبكم أن تكونوا من الأخيار ".
[و] قد ثبت لجميع من أسلم من أهل المدينة وهم الأنصار الشرف والرفعة في الدنيا والآخرة.
قال الله تعالى: " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم (1) " وقال تعالى: " والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون (2) ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، ولو