ويرفع فيه الدرجات من تصدق في هذا الشهر بصدقه غفر الله له ومن أحسن فيه إلى ما ملكت يمينه غفر الله له ومن حسن فيه خلقه غفر الله له ومن كظم فيه غيظه غفر الله له ومن وصل فيه رحمه غفر الله له ثم قال عليه السلام شهركم هذا ليس كالشهور إذا اقبل إليكم اقبل بالبركة والرحمة وإذا أدبر عنكم أدبر بغفران الذنوب هذا شهر الحسنات فيه مضاعفة وأعمال الخير فيه مقبولة ومن صلى منكم في هذا الشهر لله عز وجل ركعتين يتطوع فيهما غفر الله له ثم قال عليه السلام ان الشقي حق الشقي من خرج عنه هذا الشهر ولم تغفر له ذنوبه ويخسر حين يفوز المحسنون بجوايز الرب الكريم قلت فوائد هذا الكتاب كثيره وعيون اخباره غزيره وحاله يقتضى اثبات كل ما فيه فكله فوائد وكله صلات وعوايد ولكن كتابي هذا لا يحتمل الاكثار وهو مبنى على الايجاز والاختصار لان مناقبهم عليه السلام لا يأتي الحصر عليها ولا تقوم العبارة بتأدية بعضها والإشارة إليها وقال ابن بابويه رحمه الله تعالى قيل لأبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليه السلام ان قوما من مخالفيكم يزعمون أن أباك عليه السلام انما سماه المأمون الرضا لما رضيه لولاية العهد فقال عليه السلام كذبوا والله وفجروا بل الله تبارك وتعالى سماه الرضا لأنه كان رضى لله عز وجل في سمائه ورضى لرسوله والأئمة من بعده صلى الله عليه وآله وسلم في ارضه قال فقلت ا لم يكن كل واحد من آبائك الماضين عليه السلام رضى لله عز وجل ولرسوله والأئمة من بعده بعده عليه السلام فقال بلى قلت فلم سمى أبوك من بينهم الرضا قال لأنه رضى به المخالفون من أعدائه كما رضى به الموافقون من أوليائه ولم يكن ذلك لأحد من آبائه عليه السلام فلذلك سمى من بينهم الرضا عليه السلام
(٨٨)