وقال عليه السلام اللهم انك قد نهيتني عن الالقاء بيدي إلى التهلكة وقد أشرفت من قبل عبد الله المأمون على القتل متى لم اقبل ولاية عهده وقد أكرهت واضطررت كما اضطر يوسف ودانيال عليه السلام إذ قبل كل واحد منهما الولاية لطاغية زمانه اللهم لا عهد لي الا عهدك ولا ولاية لي الا من قبلك فوفقني لإقامة دينك واحياء سنة نبيك فإنك أنت المولى والنصير نعم المولى أنت ونعم النصير ثم قبل ولاية العهد من المأمون على أن لا يولي أحدا ولا يعزل أحدا ولا يغير سنة ولا رسما وأن يكون في الامر مشيرا من بعيد فاخذ له المأمون البيعة على الخاص والعام.
وكان إذا ظهر للمأمون من الرضا عليه السلام فضل وعلم وحسن تدبير حسده على ذلك وحقده عليه حتى ضاق صدره منه فغدر به فقتله بالسم ومضى إلى رضوان الله وكرامته وعن علي بن ميثم عن أبيه قال سمعت أمي تقول سمعت نجمة أم الرضا عليه السلام تقول لما حملت بابني لم اشعر بثقل الحمل وكنت اسمع في منامي تسبيحا وتهليلا وتحميدا من بطني فيفزعني ذلك فإذا انتبهت لم اسمع شيئا فلما وضعته وقع إلى الأرض واضعا يده على الأرض رافعا رأسه إلى السماء يحرك شفتيه كأنه يتكلم فدخل إلي أبوه موسى بن جعفر عليه السلام فقال هنيئا لك يا نجمة كرامة ربك فناولته إياه في خرقه بيضاء فأذن في اذنه اليمنى وأقام في اليسرى ودعا بماء الفرات وحنكه به ثم رده إلي فقال خذيه فإنه بقية الله في ارضه قال الفقير إلى الله تعالى عبد الله علي بن عيسى أثابه الله بكرمه قال أبو جعفر القمي المذكور رحمه الله تعالى ان الرضا عليه السلام ولد بالمدينة وكذا قال غيره وقال دعا بماء الفرات من ساعته وحنكه به ولعله أراد بماء