وهما في كتابيهما يذكران من مجهولي العباد ومن شذاذ العباد من لا يعرف اسمه ولا نسبه ولا يتحقق طريقه ولا مذهبه فيقولان مثلا عابد كان باليمن عابدة حبشية إلى أمثال هذا ولا يذكرون مثل موسى الكاظم ولا علي الرضا ولا محمد الجواد وأبنائهم فاما عبد العزيز الحافظ الجنابذي فإنه وصل إلى الحسن العسكري عليه السلام ووقف حين وصل إلى ذكر الامام الخلف الصالح مولانا الحجة عليه وعلى آبائه أفضل الصلاة والسلام فاما كمال الدين بن طلحة رحمه الله فإنه ذكر السلف والخلف وجرى في مضماره وما وقف وان أنكر غيره شيئا فقد أقر رحمه الله واعترف ومن أعجب الأمور ان أبا نعيم متهم بالتشيع وفعله هذا يرفعه عنه غاية الترفع عفا الله عنا وعنهم فكل قال على قدر اجتهاده وكل منا لسانه من خدم فؤاده فلا يقول الا بمقتضى مراده وقال الآبي في نثر الدر علي بن موسى الرضا عليه السلام سأله الفضل بن سهل في مجلس المأمون فقال يا أبا الحسن الناس مجبرون فقال الله اعدل من أن يجبر ثم يعذب قال فمطلقون قال الله احكم من أن يهمل عبده ويكله إلى نفسه أتى المأمون بنصراني قد فجر بهاشمية فلما رآه أسلم فغاظه ذلك وسأل الفقهاء فقالوا هدر الاسلام ما قبله فسأل الرضا عليه السلام فقال اقتله لأنه أسلم حين رأى الباس قال الله عز وجل فلما رؤوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده " إلى آخر السورة قال عمرو بن مسعدة بعثني المأمون إلى علي عليه السلام لا علمه بما أمرني به من كتاب في تقريظه فأعلمته ذلك فأطرق مليا وقال يا عمرو ان من اخذه برسول الله لحقيق ان يعطي به وسئل عن صفة الزاهد فقال متبلغ بدون قوته مستعد ليوم موته ومتبرم بحياته
(٩٩)