ولا يحملها فوق طاقتها ولا تكسب كل نفس الا عليها ولا تزر وزارة وزر أخرى وقال عليه السلام وقد ذكر عنده الجبر والتفويض فقال الا أعطيكم في هذه أصلا لا تختلفون فيه ولا يخاصمكم عليه أحد الا كسرتموه قلنا ان رأيت ذلك فقال إن الله عز وجل لم يطع باكراه ولم يعص بغلبة ولم يهمل العباد في ملكه وهو المالك لما ملكهم والقادر على ما أقدرهم عليه فان ائتمر العباد بالطاعة لم يكن الله عنها صادا ولا منها مانعا وان ائتمروا بمعصيته فشاء ان يحول بينهم وبين ذلك فعل فان لم يحل وفعلوه فليس هو الذي أدخلهم فيها ثم قال عليه السلام من يضبط حدود هذا الكلام فقد خصم من خالفه وقال عليه السلام للامام علامات يكون اعلم الناس واحكم الناس واتقى الناس واحلم الناس وأشجع الناس وأسخى الناس وأعبد الناس ويولد مختونا ويكون مطهرا ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه ولا يكون له ظل وإذا وقع على الأرض من بطن أمه وقع على راحتيه رافعا صوته بالشهادتين ولا يحتلم وتنام عينه ولا ينام قلبه ويكون محدثا ويستوي عليه درع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يرى له بول ولا غايط لان الله عز وجل قد وكل الأرض بابتلاع ما يخرج منه ويكون رائحته أطيب من رايحة المسك ويكون أولى بالناس منهم بأنفسهم وأشفق عليهم من آبائهم وأمهاتهم ويكون أشد الناس تواضعا لله تعالى ويكون آخذ الناس بما يأمر به واكف الناس عما ينهى عنه ويكون دعاؤه مستجابا حتى أنه لو دعا على صخرة لانشقت بنصفين ويكون سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنده وسيفه ذو الفقار عنده وتكون عنده صحيفة فيها أسماء شيعته إلى يوم القيمة
(٨٢)