انما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فاما المحسنون فما عليهم من سبيل قال الحسين بن خالد فقلت للرضا يا بن رسول الله فما معنى قول الله عز وجل ولا يشفعون الا لمن ارتضى قال يعني من ارتضى الله دينه وعن جماعه عنه عن آبائه عليه السلام قال دخل رجل من أهل العراق على أمير المؤمنين عليه السلام فقال أخبرنا عن خروجنا إلى أهل الشام أبقضاء من الله وقدره فقال له أمير المؤمنين عليه السلام اجل يا شيخ فوالله ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد الا بقضاء من الله وقدره فقال الشيخ عند الله احتسب عنائي يا أمير المؤمنين فقال مهلا يا شيخ لعلك تظن قضاءا حتما وقدرا لازما لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والامر والنهى والزجر ولسقط معنى الوعد والوعيد ولم يكن على المسئ لائمة ولا للمحسن محمدة ولكان المحسن أولى باللائمة من المذنب والمذنب أولى بالاحسان من المحسن تلك مقالة عبدة الأوثان وخصماء الرحمان وقدرية هذه الأمة ومجوسها يا شيخ ان الله عز وجل كلف تخييرا ونهى تحذيرا وأعطى على القليل كثيرا ولم يعص مغلوبا ولم يطع مكرها ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار قال فنهض الشيخ وهو يقول أنت الامام الذي نرجو بطاعته * يوم النشور من الرحمان غفرانا أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا * جزاك ربك عنا فيه إحسانا فليس معذرة في فعل فاحشة * قد كنت راكبها فسقا وعصيانا لا لا ولا قائلا ناهيه أوقعه * فيها عبدت إذا يا قوم شيطانا ولا أحب ولا شاء الفسوق ولا * قتل الولي له ظلما وعدوانا اني محب وقد صحت عزيمته * ذو العرش أعلن ذاك الله اعلانا
(٨٠)