حضروه نعاه إليهم وبكى وأظهر حزنا شديدا وتوجعا واراهم إياه صحيح الجسم وقال يعز علي ان أراك يا أخي في هذه الحال وقد كنت آمل ان أقدم قبلك فأبى الله الا ما أراد ثم أمر بغسله وتكفينه وتحنيطه وخرج مع جنازته يحملها حتى انتهى إلى الموضع الذي هو مدفون فيه الان فدفنه والموضع دار حميد بن قحطبه في قرية يقال لها سناباذ على دعوه من نوقان بأرض طوس وفيها قبر هارون الرشيد وقبر أبي الحسن عليه السلام بين يديه في قبلته.
ومضى الرضا عليه السلام ولم يترك ولدا نعلمه الا ابنه الامام بعده أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام وكان سنه يوم وفاة أبيه سبع سنين وأشهرا آخر كلام الشيخ المفيد رحمه الله تعالى.
قال العبد الفقير إلى الله تعالى عبد الله علي بن عيسى جامع هذا الكتاب أثابه الله تعالى بلغني ممن أثق به ان السيد رضى الدين علي بن الطاووس رحمه الله كان لا يوافق على أن المأمون سقى عليا عليه السلام ولا يعتقده وكان رحمه الله كثير المطالعة والتنقيب والتفتيش على مثل ذلك والذي كان يظهر من المأمون من حنوه عليه وميله إليه واختياره له دون أهله وأولاده مما يؤيد ذلك ويقرره وقد ذكر المفيد رحمه الله شيئا ما يقبله نقدي ولعلي وأهم وهو ان الإمام عليه السلام كان يعيب ابني سهل عند المأمون ويقبح ذكرهما إلى غير ذلك وما كان أشغله بأمور دينه وآخرته واشتغاله بالله عن مثل ذلك وعلى رأي المفيد رحمه الله ان الدولة المذكورة من أصلها فاسدة وعلى غير قاعدة مرضية فاهتمامه عليه السلام بالوقيعة فيهما حتى أغراهما بتغيير رأي الخليفة عليه فيه ما فيه.
ثم إن نصيحته للمأمون وإشارته عليه بما ينفعه في دينه لا يوجب ان يكون سببا لقتله وموجبا لركوب هذا الامر العظيم منه وقد كان يكفي في هذا الامر ان يمنعه عن الدخول عليه أو يكفه عن وعظه.