الفصل الثالث " في ذكر طرف من آياته ومعجزاته عليه السلام ".
قلت أذكر من هذا الفصل ما لم أكن ذكرته فيما تقدم فمن ذلك ما قال أبو هاشم الجعفري كنت عند أبي محمد عليه السلام فاستؤذن لرجل من أهل اليمن فدخل رجل جميل طويل جسيم فسلم عليه بالولاية فرد عليه بالقبول وأمره بالجلوس فجلس إلى جنبي فقلت في نفسي ليت شعري من هذا فقال أبو محمد هذا من ولد الأعرابية صاحبة الحصاة التطبع آبائي فيها ثم قال هاتها فأخرج حصاة في جانب منها موضع أملس فاخذها وأخر خاتمة وطبعها فانطبع وكأني اقرأ الخاتم الساعة الحسن بن علي فقلت لليماني ما رأيته قط قبل هذا فقال لا والله وإني منذ دهر حريص على رؤيته حتى كان الساعة اتاني شاب لست أراه فقال قم فادخل فدخلت ثم نهض وهو يقول رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ذرية بعضها من بعض اشهد أن حقك الواجب كوجوب حق أمير المؤمنين والأئمة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين واليك انتهت الحكمة والإمامة وانك والله لا عذر لأحد في الجهل به فسألت عن اسمه فقال اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم ابن أم غانم الأعرابية اليمانية صاحبة الحصاة التي ختم بها أمير المؤمنين.
وقال أبو هاشم الجعفري في ذلك بدرب الحصا مولى لنا يختم الحصا * له الله أصفى بالدليل واخلصا وأعطاه آيات الإمامة كلها * كموسى وفلق البحر واليد والعصا وما قمص الله النبيين حجة * ومعجزة الا الوصيين قمصا فمن كان مرتابا بذاك فقصره * من الامر ان يتلو الدليل ويفحصا.