قال وكان مرضه الذي توفى فيه في أول شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين وتوفى عليه السلام يوم الجمعة لثمان خلون من هذا الشهر وخلف ولده الحجة القائم المنتظر لدولة الحق وكان قد أخفى مولده لشدة طلب السلطان له واجتهاده في البحث عنه وعن أمره فلم يره الا الخواص من شيعته على ما نذكره بعد وتولى أخوه جعفر اخذ تركته وسعى إلى السلطان بمخلفيه كما تقدم فيما أورده الشيخ المفيد رحمه الله تعالى.
قلت مناقب سيدنا أبي محمد الحسن بن علي العسكري دالة على أنه السري بن السري فلا يشك في إمامته أحد ولا تمتري واعلم أنه متى بيعت مكرمة أو اشتريت فسواه بايعها وهو المشتري يضرب في السورة والفخار بالقداح الفائزة وإذا أجيز كريم للشرف والمجد فاز بالجايزة واحد زمانه غير مدافع ونسيج وحده غير منازع وسيد أهل عصره وامام أهل دهره فالسعيد من وقف عند نهيه وأمره فله العلاء الذي علا على النجوم الزاهرة والمحتد الذي قرع العظماء عند المنافرة والمفاخرة والمنصب الذي ملك به معادتي الدنيا والآخرة فمن الذي يرجو اللحاق بهذه الخلال الفاخرة والمزايا الظاهر والأخلاق الشريفة الطاهرة أقواله سديدة وأفعاله رشيدة وسيرته حميدة وعهوده في ذات الله وكيده فالخيرات منه قريبه والشرور عنه بعيدة إذا كان أفاضل زمنه قصيدة كان عليه السلام بيت القصيدة وان انتظموا عقدا كان مكان الواسعة والفريدة وهذه عادة قد سلكها الأوائل وجرى على منهاجها الأفاضل والا كيف تقاس النجوم بالجناد وأين فصاحة قس من فهاهة بأقل فارس العلوم الذي لا يجارى ومبين غامضها فلا يجادل ولا يماري كاشف الحقائق بنظره الصائب مطهر الدقائق بفكره الثاقب المطلع بتوقيف الله على اسرار الكائنات المخبر بتوفيق الله عن الغائبات المحدث