كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٢١
الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ان فيكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، قال عمر أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا ولكن خاصف النعل، وكان علي عليه السلام قد أخذ نعل رسول الله وهو يخصفها فقضى (ص) ان عليا يقوم بالقتال على تأويل القرآن كما قام هو (ص) بالقتال على تنزيله، والتنزيل مختص برسول الله فان الله أنزله عليه لأنواع من الحكم أرادها.
قال الله تعالى: (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور باذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد) وقال عز وجل: (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) وقال عز من قائل: (وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين) إلى غير ذلك من الآيات الدالة على هذه الحكم التي تنزيله طريق إلى تحصيلها يختص بالنبي (ص) ولا يمكن حصولها إلا بتنزيله، فمن أنكر التنزيل فقد كذب به و جحده، واتصف بالكفر، كما قال: (وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون) (وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور).
فأنكروا التنزيل على ما نطق به القرآن المجيد: (وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ) فتعين قتالهم إلى أن يؤمنوا، فقاتلهم رسول الله (ص) إلى أن دخلوا في دين الله أفواجا، فهذا بيان القتال على تنزيله.
واما تأويله فهو تفسيره وما يؤول إليه آخر مدلوله، فمن حمل القرآن على معناه الذي يقتضيه لفظه من مدلول الخطاب، وفسره بما يتأوله من معانيه المرادة به فقد أصاب سنن الصواب، ومن صدف عن ذلك وصرفه عن مدلوله ومقتضاه، وحمله على غير ما أريد به مما يوافق هواه وتأوله بما يضل به
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357