كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٣٩
وثبات جأشه الذي هو أثبت من ثبير، وسطوة بأسه التي تضطرم في الحروب اضطرام السعير، وأفعاله التي تشهد بها وقعة الجمل ويوم النهروان وليلة الهرير فأنا أذكرها على عادتي في الاختصار وسبيلي في الاقتناع بجمل الاخبار.
(فمن ذلك وقعه الجمل) والمجتمعون لها لما رفضوا عليا عليه السلام ونقضوا بيعته ونكثوا عهده، وغدروا به وخرجوا عليه، وجمعوا الناس لقتاله مستخفين بعقد بيعته التي لزمهم فرض حكمها مسفين إلى إثارة فتنة عامة باؤا بإثمها، لم ير إلا مقاتلتهم على مسارعتهم إلى نكث بيعته، ومقابلتهم على الخروج عن حكم الله ولزوم طاعته، وكان من الداخلين في البيعة أولا والملتزمين لها ثم من المحرضين ثانيا على نكثها ونقضها طلحة والزبير، فأخرجا عايشة وجمعا من استجاب لهما، وخرجوا إلى البصرة ونصبوا لعلي عليه السلام حبائل الغوايل وألبوا عليه مطيعهم من الرامح والنابل، مظهرين المطالبة بدم عثمان مع علمهم في الباطن ان عليا عليه السلام ليس بالامر ولا القاتل.
ومن العجب ان عايشة حرضت الناس على قتل عثمان بالمدينة وقالت:
اقتلوا نعثلا قتل نعثلا فلقد أبلى سنة رسول الله وهذه ثيابه لم تبل وخرجت إلى مكة وقتل عثمان وعادت إلى بعض الطريق فسمعت بقتله وأنهم بايعوا عليا عليه السلام فورم أنفها وعادت وقالت: لأطالبن بدمه، فقيل لها: يا أم المؤمنين أنت أمرت بقتله وتقولين هذا؟ قالت: لم يقتلوه إذ قلت وتركوه حتى تاب وعاد كالسبيكة من الفضة وقتلوه وخرج طلحة والزبير من المدينة على خفية ووصلا إليها مكة وأخرجاها إلى البصرة، ورحل علي عليه السلام من المدينة يطلبهم فلما قرب من البصرة كتب إلى طلحة والزبير:
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357