كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٢٥
متأمل العجب من عبد الله وتوقفه من نقض بيعة يزيد وانذار أهله وولده والتشديد عليهم وتحذيرهم من ذلك، وانه لا شئ أعظم منه إلا أن يكون الاشراك فأين يذهب بعبد الله وعلى قوله: فما عذر طلحة والزبير في نقض عهد علي عليه السلام وخلع طاعته ونكث بيعته والخروج عن حكمه ونصب الحرب له؟ فلو أن عبد الله بن عمر بحث مع طلحة والزبير بشرط أن ينصح عليا عليه السلام نصحه ليزيد ويعرفهما ما في خلع الطاعة ومفارقة الجماعة من الاثم التام والخطيئة العظيمة، لأمكن أن يتوقفا عما أقدما عليه ويدخلا فيما خرجا منه والتوفيق عزيز، أو انهما كانا يسهلان على عبد الله نقض بيعة يزيد، ويقولان انا خلعنا عليا ونقضنا عهده فتأس بنا وقس علينا، واجعلنا حجه، وإنما قلنا ذلك على سبيل الفرض والا فطلحة والزبير قتلا ولم يدركا خلافة معاوية فضلا عن خلع يزيد.
واما القاسطون فهم الجائزون عن سنن الحق: الجانحون إلى الباطل، المعرضون عن اتباع الهدى، الخارجون عن طاعة الامام الواجبة طاعته، فإذا فعلوا ذلك واتصفوا به تعين قتالهم كما جرى من قتاله صلى الله عليه وآله معاوية وأصحابه وهي حروب صفين وقد صرح النبي صلى الله عليه وآله بكونهم بغاة وروى المحدثون في مسانيدهم الصحاح انه صلى الله عليه وآله قال لعمار: تقتلك الفئة الباغية، وفي آخر تقتل عمارا الفئة الباغية. وفي حديث آخر انه قال (ص) لعمار: ابشر تقتلك الفئة الباغية، وهذه أحاديث لا خلل في اسنادها ولا اضطراب في متونها.
واما المارقون فهم الخارجون عن متابعة الحق المصرون على مخالفة الامام، المصرحون بخلعه، ومتى فعلوا ذلك تعين قتالهم كما فعل عليه السلام بأهل حروري والنهروان وهم الخوارج.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357