ولقول النبي صلى الله عليه وآله في حقه: أقضاكم علي أدر الحق مع علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، في أمثال لذلك كثيرة ولكن التوفيق عزيز والله يهدى لنوره من يشاء.
وأنشدني بعض الأصحاب هذه الأبيات وقال إنها وجدت مكتوبه على باب مشهد بصفين:
رضيت بأن ألقى القيامة خائضا دماء نفوس حاربتك جسومها أبا حسن ان كان حبك مدخلي جحيما فان الفوز عندي جحيمها وكيف يخاف النار من بات موقنا بأنك مولاه وأنت قسيمها وانتشر أمر الخوارج وقاموا على سوقهم في مخالفة ملة الاسلام، واعتلوا بكلمة حق يراد بها باطل، كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام، واتبعوا أهواء نفوسهم فمرقوا من الدين مروق السهام، فتجرد أمير المؤمنين لاستيصالهم بسيوف الانتقام، وصدقهم الحملة بعزيمته التي لا تنى دون إدراك القصد ونيل المرام.
وتلخيص حالهم كما أورده ابن طلحة رحمه الله وان كانت هذه الوقايع مسطورة مبسوطة في كتب المؤرخين والأخباريين ان عليا عليه السلام لما عاد من صفين إلى الكوفة بعد إقامة الحكمين أقام ينتظر انقضاء المدة التي بينه وبين معاوية ليرجع إلى المقاتلة والمحاربة إذ انخزلت طائفة من خاصة أصحابه في أربعة آلاف فارس وهم العباد والنساك فخرجوا من الكوفة وخالفوا عليا عليه السلام وقالوا: لا حكم إلا لله ولا طاعة لمن عصى الله وانحاز إليهم نيف عن ثمانية آلاف ممن يرى رأيهم فصاروا اثنا عشر ألفا وساروا إلى أن نزلوا بحروراء وأمروا عليهم عبد الله بن الكوا فدعا علي عليه السلام عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فأرسله إليهم فحادثهم وأطال فلم يرتدعوا وقالوا ليخرج إلينا علي بنفسه لنسمع كلامه عسى أن يزول ما بأنفسنا إذا سمعناه، فرجع ابن عباس فأخبره