عمه تبعه جماعة من أهل الكتاب يبغون قتله فردهم بحيراء، وذكرهم الله وما يجدون في الكتاب من ذكره، وقال أبو طالب رضي الله عنه في ذلك:
إن ابن آمنة النبي محمدا عندي بمثل منازل الأولاد يذكر فيها حال بحيرا ورد من رده من اليهود عن النبي صلى الله عليه وآله وبشارة سيف بن ذي يزن جده عبد المطلب به وتعريفه إياه حاله حين قدم عليه يهنيه بعود الملك إليه، وهي معروفة منقوله، وهذا باب لو أوغلت فيه أطلت ولم أبلغ مدى عشيره ولا أتيت مع الاسهاب بيسيره وأين الثريا من يد المتناول وكيف لي بعد الرمال والجنادل (ما ظهر من معجزاته وآياته صلى الله عليه وآله بعد بعثته) فالقرآن الذي أخرس الفصحاء عن مجاراته وقيد البلغاء بالعي عن مباراته فعاد سحبان بيانهم باقلا، وتناصروا لمعارضته فلم يجدوا إلا خاذلا، وتعاهدوا وتعاقدوا فعدموا معينا ونصيرا، وعادوا بالخيبة والخذلان فلا يأتون بمثله (ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) فأذعنوا منقادين بخزايم الذل والصغار، وعنوا خاضعين في ربق الذل والأسئار - الخزامة حلقة من شعر تجعل في وترة أنف البعير يجعل فيها الزمام وجمعها خزايم، والربق بالكسر حبل فيه عدة عرى تشد به البهم وهي أولاد الضأن وواحدها بهمة يقع على المذكر والمؤنث والسخال أولاد المعزى فإذا اجتمعت البهام والسخال قيل لهم أبهام وبهم، والواحدة من العرى ربقة والجمع ربق وأرباق ورباق -.
(ومنها) مجئ الشجرة إليه وقد ذكرها علي عليه السلام في خطبته القاصعة - يقال قصعت الرجل قصعا صغرته وحقرته وقصعت هامته إذا ضربتها ببسط كفك وغلام مقصوع إذا بقى قميئا (قميا. صغيرا خ ل) لا يشب ولا يزداد