وفي صحيح مسلم عن أم سلمة ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعمار: تقتلك الفئة الباغية.
قال ابن الأثير رحمه الله وخرج عمار بن ياسر على الناس فقال: اللهم إنك تعلم انى لو أعلم ان رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته، اللهم إنك تعلم لو انى اعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في بطني ثم أنحني عليها حتى تخرج من ظهري لفعلت وإني لا أعلم اليوم عملا أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين ولو أعلم عملا هو أرضى لك منه لفعلته، والله انى لأرى قوما ليضربنكم ضربا يرتاب منه المبطلون، والله لو ضربونا حتى بلغونا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل ثم قال: من يبتغى رضوان الله لا يرجع إلى مال ولا ولد، فاتاه عصابة فقال: اقصدوا بنا هؤلاء القوم الذين يطلبون بدم عثمان، والله ما أرادوا الطلب بدمه ولكنهم ذاقوا الدنيا و استحبوها، وعلموا ان الحق إذا لزمهم حال بينهم وبين ما يتمرغون فيه منها ولم تكن لهم سابقة يستحقون بها طاعة الناس والولاية عليهم، فخدعوا أتباعهم بان قالوا: إمامنا قتل مظلوما ليكونوا بذلك جبابرة وملوكا فبلغوا ما ترون ولولا هذه الشبهة لما تبعهم رجلان من الناس، اللهم ان تنصرنا فطال ما نصرت وان تجعل لهم الامر فادخر لهم بما أحدثوا في عبادك العذاب الأليم ثم مضى ومعه العصابة فكان لا يمر بواد من أودية صفين إلا تبعه من كان هناك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم جاء إلى هاشم بن عتبة بن أبي الوقاص وهو المرقال وكان صاحب راية علي عليه السلام فقال: يا هاشم أعورا وجبنا؟
لا خير في أعور لا يغشى البأس، اركب يا هاشم فركب ومضى معه وهو يقول:
أعور يبغي أهله محلا قد عالج الحياة حتى ملا وعمار يقول: تقدم يا هاشم، الجنة تحت ظلال السيوف، والموت