كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٧١
بعدد من سلم من الخوارج، وهي من جملة كرامات علي عليه السلام: فإنه قال: نقتلهم ولا يقتل منا عشرة، ولا يسلم منهم عشرة، فلما قتلوا قال علي عليه السلام: التمسوا المخدج فالتمسوه فلم يجدوه، فقام علي عليه السلام بنفسه حتى أتى ناسا قد قتل بعضهم على بعض فقال: أخروهم فوجدوه مما يلي الأرض فكبر علي عليه السلام وقال:
صدق الله وبلغ رسوله قال أبو الرضى، فكأني أنظر إليه حبشي عليه قريطق إحدى يديه مثل ثدي المرأة، عليها شعرات مثل شعرات ذنب اليربوع.
وهذا أبو الرضى هو عباد بن نسيب القيسي تابعي يروى عنه هذا القول أبو داود في سننه كما قال.
فهذا تلخيص مواقفه عليه السلام في منازلة الطوائف المتبعة تضليل أهوائها، ومقاتلة الناكثين والقاسطين والمارقين في مقاتلها بأعبائها، وذكر كيفية قذفه بحقه لازهاق باطلها وكف غلوائها وارهاق عصيها صعود بوار قاض عليه بشقائها، وقد تضمن هذا الفصل من وقائعه المذكورة ومواقفه المأثورة ما فيه غنية كافية وكفاية مغنية، في أنه قد ملك عصم الشجاعة، وأنه من أكفاء أكفائها، ومن تأمل إقدامه عليه السلام في مأزق وقايعه ومضايق مواقفه، ومعارك كره على الابطال وهجومه على الاقران، وافتراس نفوس أخصامه ببأسه قاطا بحسامه رقاب الهمام مفلقا بشباه مفارق الرؤوس قادا بحده أوساط المارقين وشاهد غلظته على أعداء الله تعالى واستيصال شأفتهم، وتفصيل أوصالهم، وتفريق جموعهم وتمزيق كل ممزق غير ثان عنان عزمه وأعمال بطشه عن الاقدام على الصفوف المرصوصة والكتائب المرصوفة والكراديس المصفوفة مبددا شمل اجتماعها مشمرا عن ساق شجاعته لها، موغلا في غمرات القتال، مولغا صارمه في دماء الطلى والأحشاء، تحقق واستيقن ان هجيراه عليه السلام مكابدة الحروب وإدارة رحاها، وان إليه في جميع الأحوال مردها ومنتهاها، وأنه
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357