كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٣٨
ومنع الناس منه، فنزل كما وصفنا وكان يوما قائظا شديد الحر وساق ما قدمنا ذكره من قوله: انى تارك فيكم الثقلين إلى آخره ونعى إليهم نفسه، وقال:
قد حان منى خفوق من بين أظهركم ونادى بأعلى صوته: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا: اللهم بلى، فقال على النسق، وقد أخذ بضبعي علي عليه السلام فرفعهما حتى رؤى بياض إبطيهما: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، ثم نزل وصلى الظهر وأمر عليا أن يجلس في خيمة بإزائه، وأمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجا فوجا فيهنوه بالمقام، ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين، ففعلوا ذلك وأمر أزواجه ونساء المسلمين به ففعلته، وأظهر عمر بذلك سرورا كاملا وقال فيما قال: بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، واستأذن حسان رحمه الله في الانشاد فأذن له فأنشد:
يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم وأسمع بالرسول مناديا وقد تقدم ذكرى لهذه القصة والأبيات آنفا بألفاظ قريبة من هذه أو مثلها فهذه مقاماته وحروبه ومشاهده في عهد رسول الله (ص) على سبيل الاختصار والاجمال.
(حروبه أيام خلافته عليه السلام) فأما حروبه في زمن خلافته عليه السلام ومواقفه التي تزلزلت لبأسها ثوابت الاقدام، ومقاماته التي دفعته إليها الاقدار في مقاتلة بغاة الاسلام، وحروبه التي أنذره بها رسول الله فعرفت من قتله إياهم مشكلات الاحكام، واشتبه الحق فيها على قوم فقعدوا عن نصرته، فندموا في الدنيا على التخلف عن الامام، وان سلموا في الأخرى من العذاب فلن يسلموا من التعنيف والملام
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357