كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٢٤
قال الشافعي: أخذ المسلمون السيرة في قتا ل المشركين من رسول الله صلى الله عليه وآله وأخذوا السيرة في قتال البغاة من علي عليه السلام فتدبر هذا المقام واعرف منه فضله عليه السلام.
ومن ذلك ما نقله القاضي الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود في كتابه المذكور يرفعه بسنده عن ابن مسعود قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله فأتى منزل أم سلمة فجاء علي عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أم سلمة هذا والله قاتل القاسطين والناكثين والمارقين من بعدي، وقد تقدم الحديث بتمامه، فذكر صلى الله عليه وآله فرقا ثلاثة صرح بان عليا عليه السلام يقاتلهم من بعده، والأسماء التي سماهم بها تشير إلى أن وجود كل صفة منها في الفرقة المختصة بها (علة) لقتالهم.
والناكثون هم الناقضون عهد بيعتهم، الموجبة عليهم الطاعة والمبايعة (والمتابعة خ ل) لامامهم الذي بايعوه، فإذا نقضوا ذلك وصدفوا عن طاعته وخرجوا عن حكمه، وأخذوا في قتاله بغيا وعنادا كانوا ناكثين باغين، فيتعين قتالهم كما فعل عليه السلام في قتال أصحاب الجمل.
ونقلت من مسند أحمد بن حنبل من مسند ابن عمر عن نافع قال: لما خلع الناس يزيد بن معاوية جمع عبد الله بن عمر بنيه وأهله، ثم تشهد ثم قال:
اما بعد فانا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله تبارك وتعالى ورسوله، واني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ان الغادر ينصب له لواء يوم القيامة يقال:
هذه غدرة فلان، وان من أعظم الغدر - إلا أن يكون الاشراك بالله تعالى - ان يبايع رجل رجلا على بيع الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وآله ثم ينكث بيعته، ولا يخلعن أحد منكم يزيد، ولا يشرفن أحد منكم هذا الامر فيكون صيلم بيني وبينه (الصيلم: الداهية).
وفي حديث آخر من المسند ان ذلك قاله حين بايعوا ابن الزبير، فليقض
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357