كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٦٣
ذو الشهادتين وأبو أيوب الأنصاري وجابر بن عبد الله وأبو سعيد الخدري في أمثالهم من أجلة المهاجرين والأنصار: انه كان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله لما اجتمع له من صفات الفضل والكمال والخصائص التي لم تكن في غيره، من سبقه إلى الاسلام ومعرفته بالأحكام، وحسن بلائه في الجهاد وبلوغه الغاية القصوى في الزهد والورع والصلاح، وما كان له من حق القربى، ثم للنص الوارد في القرآن وهو قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) وهذه الآية نزلت بالاجماع فيه عليه السلام حين تصدق بخاتمه في صلاته.
وإذا ثبت هذا فكلما ثبت لله ولرسوله من الولاية فهو ثابت لعلى عليه السلام بنص القرآن، وبقول النبي صلى الله عليه وآله يوم الدار، وقد جمع بنى عبد المطلب خاصة وقال: من يؤازرني على هذا الامر يكن أخي ووصيي ووزيري ووارثي وخليفتي فيكم من بعدي، فقام أمير المؤمنين عليه السلام وقال: وكنت أصغرهم سنا وأرمضهم عينا وأحمشهم ساقا وأكبرهم بطنا فقلت: أنا يا رسول الله، وهذا صريح في استخلافه، وقد أورد ابن جرير الطبري وابن الأثير الجزري هذا الحديث في تاريخهما بألفاظ تقارب هذه.
وبقوله في غدير خم وهو حديث مجمع على صحته أورده نقلة الحديث وأصحاب الصحاح: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا: بلى، فقال:
من كنت مولاه فعلي مولاه الحديث بتمامه. فأوجب له من الولاية ما كان واجبا له صلى الله عليه وآله وهذا نص ظاهر جلى لولا الهوى.
وبقوله صلى الله عليه وآله حين توجه إلى تبوك: أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. وهذا أيضا من الصحاح وقد أورده الجماعة ونقلته من مسند أحمد بن حنبل من عدة طرق فثبتت له وزارته (ص) والقيام بكل ما كان
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357