أوقاتها، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلى ركعتين ركعتين في كل وقت، وكان علي بن أبي طالب يألفه ويكون معه في مجيئه وذهابه ولا يفارقه، فدخل علي عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يصلى فلما نظر إليه يصلى، قال: يا أبا القاسم ما هذا؟ قال: هذه الصلاة التي أمرني الله بها، فدعاه إلى الاسلام فأسلم وصلى معه، وأسلمت خديجة وكان لا يصلى إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وخديجة خلفه، فلما أتى لذلك أيام دخل أبو طالب إلى منزل رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه جعفر فنظر إلى رسول الله وعلي بجنبه يصليان فقال، لجعفر يا جعفر صل جناح ابن عمك، فوقف جعفر بن أبي طالب من الجانب الآخر، فلما وقف جعفر على يساره بدر رسول الله صلى الله عليه وآله من بينهما وتقدم.
وأنشأ أبو طالب في ذلك يقول: إن عليا وجعفرا ثقتي عند ملم الزمان والكرب والله لا أخذل النبي ولا يخذله من نبي ذو حسب لا تخذلا وانصرا ابن عمكما أخي لأمي من بينهم وأبي كان عبد الله وأبو طالب لام واحدة.
(في ذكر الصديقين) من مناقب ابن المغازلي عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى:
(والسابقون السابقون) قال: سبق يوشع بن نون إلى موسى، وسبق صاحب آل ياسين إلى عيسى، وسبق علي بن أبي طالب إلى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وهو أفضلهم.
ومن مسند أحمد بن حنبل عن عمر بن عبادة عن عبد الله قال: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله صلى الله عليه وآله وأنا الصديق