كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٢٢
عن نهج هداه، معتقدا ان مجمله الذي ادعاه، ومقصده الذي افتراه فنحاه، هو المدلول الذي أراده الله، فقد ألحد في القرآن حيث مال به عن مدلوله، وسلك غير سبيله، وخالف فيه أئمة الهدى، واتبع داعي الهوى، فتعين قتاله أن أصر على ضلالته، ودام على مخالفته، واستمر على جهالته، وتمادى في مقالته إلى أن يفئ إلى أمر الله وطاعته، ولهذا جعل رسول الله (ص) القتال على تأويله كالقتال على تنزيله، فقاتل النبي صلى الله عليه وآله من جريمته أقوى لموضع النبوة ووكل قتال من جريمته دون تلك إلى الامام، إذ كانت الإمامة فرع النبوة، فقاتلهم علي عليه السلام بعهد من النبي صلى الله عليه وآله إليه، ولقد كان يصرح بذلك في يوم قتالهم وعند سؤاله عن ذي الثدية واخراجه من بين القتلى، ويقول: والله ما كذبت ولا كذبت.
وهذا بتمامه نذكره عند ذكرنا لحروبه صلى الله عليه وآله، وما وجده من اختلاف الأمة عليه عليه السلام وتظاهرهم على منابذته ومحاربته، وشق العصا عليه وسبه على المنابر والتبري منه وتتبع أولاده وشيعته من بعده، وقتلهم واخافتهم في كل ناحية وقطر والتقرب إلى ولاة كل زمان بدمائهم والطعن في عقائدهم ومنعهم حقوقهم بل بغضهم وتطريدهم وتشريدهم حتى لعلك لا تجد مدينة من مدن الاسلام، ولا جهة من الجهات إلا وفيها لطالبي دم مطلول وثار مطلوب تشارك في قتلهم الأموي والعباسي، واستوى في اخافتهم العدناني والقحطاني، ورضي باذلالهم العراقي والشامي، لم يبلغ من الكفار ما بلغ منهم، ولا حل بأهل الكتاب ما حل بهم، هذا حال من قتل، فاما من استبقي فليته أصاب القوت، أو وجد البلغة وكيف ومن أين يجدها وهو مهان مضطهد فقير مسكين، قد عاداه الزمان وأرهقه السلطان، وهذا الكلام وان لم يكن من غرض كتابنا هذا فان القلم جرى بسطره. والحال ساق إلى ذكره.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357