المطلوب ولا حجة يستند إليها ممن يريد اظهار الحق من أستار الغيوب، ولا يدفع نزاع من جرى في الخلاف والشقاق على أسلوب، فإنه مستند إلى استخراج ما في القرائح والاذهاب ومعول فيه على مطابقة عدد لعدد، وأين ذلك والبرهان؟ فإنه لو قال قائل: ان كل واحد من السماء والأرض والنجوم المتحيرة والأيام والبحار والأقاليم سبعة سبعة، فيجب أن يكون الأئمة سبعة لم يكن القائل الأول أولى أن نسلم إليه ونصدقه من الثاني. ولكن الاعتماد في أمثال هذه الأمور على النقل، اما عن النبي أو عن الأئمة عليهم السلام فان العقل وان اقتضى انه لا بد من قائم بأمور الناس ومصالحهم هاد لهم إلى طرق الخيرات مهتم بإقامة الحدود واستيفاء الأموال، وتفريقها في وجوهها، حافظ لنظام العالم إلى غير ذلك من المصالح، فإنه لا يقتضى تعيين عدة معلومة ولا انحصارها في عدد دون عدد، وإنما يعرف ذلك بصريح النقل أو بتأويل ان وقع ما يحتاج إلى التأويل.
والذي عندي في ذلك ما نقلته من الجمع بين الصحيحين جمع الحافظ أبى عبد الله محمد بن أبي نصر بن عبد الله الحميدي المتفق عليه عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول يكون من بعدي اثنا عشر أميرا، فقال كلمة لم اسمعها فقال لي أبى: انه قال: كلهم من قريش، كذا في حديث شعبة. وفي حديث ابن عيينة قال لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا، ثم تكلم النبي صلى الله عليه وآله بكلمة خفيت على فسألت أبى ما ذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: قال كلهم من قريش.
وفي رواية مسلم من حديث عامر بن سعد بن أبي وقاص قال كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع: أخبرني بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله فكتب إلى: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الجمعة عشية رجم الأسلمي