كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٢٣
واذكر شيئا من تأويلهم الذي استحقوا به العقاب والعذاب، وخالفوا فيه السنة والكتاب، فإنهم عمدوا إلى آيات نزلت في الكفار، فصرفوها عن محل مدلولها وحملوها على المؤمنين فان أئمة التفسير وعلماء الاسلام أجمعوا على أن قوله تعالى (ألم تر إلى الذين أو توا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون) انها نزلت في اليهود وهي مختصة بهم، وذكروا في سبب نزولها وجوها فقيل: لما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله اليهود إلى الاسلام قالوا: هلم نخاصمك إلى الأحبار، فقال: بل إلى كتاب الله فأبوا، وقيل: بل لما دعا هم إلى الاسلام، قال له بعضهم على أي دين أنت؟
فقال: على دين إبراهيم فقالوا: إن إبراهيم كان يهوديا، فقال: هلموا بالتوراة فهي بيني وبينكم فأبوا وقيل: بل لما أنكروا ان يكون رجم الزاني في التوراة قال: هلموا بالتوراة فهي بيني وبينكم فأبوا، فأنزل الله هذه الآية هكذا ذكر الواحدي في كتابه أسباب النزول.
فقد اتفق الجمع انها اختصت باليهود، فجعلها الخوارج في المسلمين وأقاموها عمدة لهم ومرجعا في أتباع ضلالتهم واحتجوا بها في خروجهم من الطاعة المفروضة عليهم اللازمة لهم.
فإذا علمت حقيقة المقاتلة على التنزيل والمقاتلة على التأويل، بان لك ان بين النبي صلى الله عليه وآله وبين علي عليه السلام رابطة الاتصال والاخوة والعلاقة، وانه ليس لغيره ذلك كما وردت به النصوص المتقدمة من قوله صلى الله عليه وآله: علي مني وأنا من علي، وقوله: أنت مني وأنا منك، وقوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى. فهذه النصوص مشيرة إلى خصوصية بينهما، فاقتضت تلك الخصوصية انه أعلمه انه يبلى بمقاتلة الخارجين كما بلي صلى الله عليه وآله بمقاتلة الكافرين وانه يلقى في أيام إمامته من الشدائد كما لقي صلى الله عليه وآله في أيام نبوته.
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357