كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١١٧
ثم ضحك فقلت: مما ضحكت يا أمير المؤمنين؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله فعل مثل ما فعلت ثم ضحك فقلت: مم ضحكت يا رسول الله؟ قال: يعجب الرب من عبده إذا قال: رب اغفر لي ويقول: علم عبدي انه لا يغفر الذنوب غيري.
وروى الحافظ أبو نعيم ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي يوما: مرحبا بسيد المسلمين وامام المتقين، وقال ابن طلحة: وإذا وصفه بكونه امام أهل التقوى كان مقدما عليهم بزيادة تقواه، والتقوى ثابتة له بصفة الزيادة على غيره من المتقين، واما زهده في الدنيا فقد ذكرنا في الفصل المعقود له ما فيه غنية وكفاية، فيلزم من حصول صفة التقوى وصفة الزهد له أن يترتب عليهما مقتضاهما من حصول العلم المفاض على قلبه، من غير دراسة بل بتعليم الله تعالى إياه.
وقال ابن طلحة في الفصل الذي أفرده في فضله وعمله: هذا فصل في أرجائه مجال المقال واسع، ولسان البيان ضارع وثاقب المناقب لا مع، وفجر المآثر طالع، ومراح الامتداح جامع، وفضاء الفضائل شاسع فهو لمن تمسك بهداه نافع، ولمن تمسك بعراه رافع، فياله من فضل! فضل كؤوس ينبوعه لذة للشاربين، ودروس مضمونه مفرحة للكرام الكاتبين، وغروس مستودعه من مستحسنات حسنات المقربين، يعظم عند التحقيق قدر وقعه، ويعم أهل التوفيق شمول نفعه، ويتم أجر مؤلفه بجمعه وهو لمن وقف عليه قيد بصره وسمعه، ولم أورد فيه ما يصل إليه وارد الاضطراب، ولا أودعته ما يدخل عليه زائد الارتيات، ولا ضمنه غثا تمجه أصداف الاسماع ولا غثاء تقذفه أصناف الألباب، بل مرتب له أخلاف رواية الخلف عن السلف، حتى اكتنف بزبد الأوطاب ونظمت فيه جواهر در صرحت بها ألسن
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357