كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١١٩
ليس من كان مؤمنا عرف الله كمن كان فاسقا خوانا سوف يجزى الوليد خزيا ونارا وعلي لا شك يجزى جنانا فعلي يلقى لدى الله عزا ووليد يلقى هناك هوانا وفشت هذه الأبيات من قول حسان، وهذا الوليد جده أبو معيط كان أبوه ذكوان يقول: انه ابن أمية بن عبد شمس، وقيل: لم يكن ابنه بل كان عبده فاستخلفه فكان ينسب إلى غير أبيه، وأسلم يوم فتح مكة وولاه عثمان الكوفة في خلافته، إذ كان أخاه لأمه، فبقى واليا يشرب الخمر حتى صلى الفجر في مسجدها بالناس أربع ركعات وهو سكران، ثم قال: أزيدكم؟ وروى أنه قاء في المحراب وعرف الناس ذلك وقال الحطيئة فيه:
شهد الحطيئة يوم يلقى ربه ان الوليد معاقر الخمر (الأبيات بتمامها) وقصته وأخذ الحد منه معلوم، واشتهر حاله وظهر فسقه وعزل عن الكوفة، ومات بالرقة فانظر إلى الحكمة الإلهية التي هي سر هذه القضية، فإنه حيث أخبر علي عليه السلام بفسقه أظهره الله ذلك للناس من عالم الغيب إلى عالم الشهادة، ومن الخبر إلى المعاينة، فكان الخمر جامعا لأسباب الفسوق وسوء السمعة، ثم أخذ الحد منه على رؤوس الاشهاد ليتحقق له ما وصفه به أمير المؤمنين عليه السلام وإذا ثبتت هذه الصفة للوليد تعين ثبوت الصفة الأخرى لعلي عليه السلام وهي الايمان.
ومن ذلك ما نقله القاضي الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي عن أنس ان رسول الله (ص) لما خصص جماعة من الصحابة كل واحد بفضيلة خصص عليا عليه السلام بعلم القضاء، فقال: وأقضاهم علي، وقد صدع هذا الحديث بمنطوقه وصرح بمفهومه ان أنواع العلم وأقسامه قد جمعها لعلي دون غيره، فان كل واحد ممن اختص بصفة لا يتوقف حصولها على غيرها من
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357