مالك يا عبد الرحمان؟ قال: فذكرت ذلك له، قال: فقال لي: إن جبرئيل عليه السلام قال لي: ألا أبشرك أن الله عز وجل يقول لك: من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه. فسجدت لله شكرا.
ومن ذلك ما نقلته من كتاب اليواقيت لأبي عمرو الزاهد قال أخبرني العطافي عن رجاله عن جعفر بن محمد عليهما السلام عن آبائه الطاهرين عن ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين، قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد:
ألا ليقم من اسمه محمد فليدخل الجنة لكرامة سميه محمد صلى الله عليه وآله، فانظر إلى شرفه الذي فاق به الأوائل والأواخر مفخرا، وتدبر معاني كماله الذي بلغ السماء، وانا لنرجو فوق ذلك مظهرا، وهذه صفات بلغ فيها النهاية التي أعجزت البشر واستولى على الأمد فيها ومن أبى فقد كفر، وتوقل من تحصيل كمالاتها إلى الذروة التي فاقت الشمس والقمر، وسبق الأوائل والأواخر إلى قنن الشرف، فنهى فيها وأمر، وشهد الله سبحانه ببلوغه هذه الكمالات فيما ضمن الآيات والسور، ولو أراد مريد أن يجمع في كل صفة من هذه الصفات كتابا مطولا أمكنه لما جمعه الله فيه من محاسنها، وخصه به من صفاياها، فاما ذكر باقي أحواله ومغازيه وتسمية أعمامه وعماته وذكر أزواجه وذكر عبيده وخيله وسياقة سنته وغير ذلك من أحاديثه وخطبه ومواعظه فليس ذلك من غرض هذا الكتاب فلنقتصر على ما ذكرناه.
(فصل) قبل الشروع في ذكر علي وأولاده عليهم السلام نذكر شيئا مما يتعلق بفضل بنى هاشم وشرفهم وما لهم من المزايا التي فضلوا بها الناس.
ومن ذلك رسالة وقعت إلى من كلام أبى عثمان عمرو بن بحر الجاحظ