الله عليه فيكون أحق بالإمامة، لما أجمعت عليه الأمة ولدلالة الكتاب والسنة عليه، هذا آخر رسالة أبى عثمان عمرو بن بحر الجاحظ.
أقول: إن أبا عثمان من رجال الاسلام وأفراد الزمان في الفضل والعلم وصحة الذهن وحسن الفهم والاطلاع على حقائق العلوم، والمعرفة بكل جليل ودقيق، ولم يكن شيعيا فيتهم وكان عثمانيا مروانيا وله في ذلك كتب مصنفة، وقد شهد في هاتين الرسالتين من فضل بنى هاشم وتقديمهم وفضل علي عليه السلام وتقديمه بما لا شك فيه ولا شبهة وهو أشهر من فلق الصباح، وهذا إن كان مذهبه فذاك وليس بمذهبه، وإلا فقد أنطقه الله تعالى بالحق وأجرى لسانه بالصدق، وقال ما يكون حجة عليه في الدنيا والآخرة، ونطق بما لو اعتقد غيره لكان خصمه في محشره، فان الله عند لسان كل قائل فلينظر قائل ما يقول وأصعب الأمور وأشقها أن يذكر الانسان شيئا يستحق به الجنة ثم يكون ذلك موجبا لدخوله النار، نعوذ بالله من ذلك.
شعر أحرم منكم بما أقول وقد نال به العاشقون من عشق صرت كأني ذبالة نصبت تضئ للناس وهي تحترق وليكن هذا القدر كافيا، فإنه حيث ثبت ما طلبناه بشهادة هذا الرجل شرعنا فيما نحن بصدده بعون الله وحوله، ولا بد من ذكر أشياء مهمة نقدمها أمام ما وجهنا إليه وجه قصدنا، وصرفنا إليه اهتمامنا وبالله التوفيق.
فمن ذلك تفسير معنى قولهم آل الرسول وأهل البيت والعترة وتبيين من هم. وما ورد في ذلك من الاخبار وأقوال أرباب اللغة.
قال أبو عبد الله الحسين بن خالويه: الآل ينقسم في اللغة خمسه وعشرين قسما آل الله قريش قال الشاعر هو عبد المطلب شعر نحن آل الله في كعبته لم يزل ذاك على عهد ابرهم