كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٢٠
الصفات والفضائل، فإنه صلى الله عليه وآله قال: أفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي وأعرفهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وكل واحدة من هذه لا تفتقر إلى غيرها بخلاف علم القضاء، وقد حصلت لعلي بصيغة أفعل، وهي تقتضي وجود أصل ذلك الوصف وزيادة فيه على غيره، والمتصف بها يجب ان يكون كامل العقل، صحيح التمييز جيد الفطنة، بعيدا عن السهو والغفلة، يتوصل بفطنته إلى وضوح ما أشكل، وفصل ما أعضل، ذا عدالة تحجزه عن أن يحوم حول حمى المحارم ومروة تحمله على محاسن الشيم ومجانبة الدنايا صادق اللهجة ظاهر الأمانة عفيفا عن المحظورات، مأمونا في السخط والرضا عارفا بالكتاب والسنة والاتقان للاختلاف والقياس، ولغة العرب، ليقدم المحكم على المتشابه والخاص على العام، والمبين على المجمل، والناسخ على المنسوخ، ويبني المطلق على المقيد ويقضي بالتواتر دون الآحاد، والمسند دون المرسل، والمتصل دون المنقطع، وبالاتقان دون الاختلاف، ويعرف أنواع الأقيسة من الجلي والواضح والخفي ليتوصل بها إلى الاحكام، ويعرف أقسام الاحكام من الواجب والمحظور والمندوب والمكروه، ولا يتصف بالقضاء من لم يجمع هذه الأمور، ويستولي على الأمد والغاية فيها.
ومن المعلوم ان عليا عليه السلام حاز فيها قصبات السبق وشأى في إحراز غاياتها جميع الخلق وهذا حصل له ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وآله حين أنفذه إلى اليمن وقد تقدم ذكر ذلك، فقال: ترسلني ولا علم لي بالقضاء؟ فقال له: ان الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الاخر كما سمعت من الأول، فإنه أحرى أن تبين لك القضاء، قال: فما زلت قاضيا وما شككت في قضاء بعد.
ومن ذلك ما نقله البغوي في كتابه شرح السنة، يرفعه إلى أبى سعيد
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357