يدور معه ويتصرف بتصرفه ولا يفارقه ولا يزايله، فكلما فعله كان فيه مصيبا ومن خالفه في أمر أو نابذه في حال أو منعه شيئا يريده أو حمله على ما يكرهه أو عصاه فيما يأمره به أو غصبه حقا أو شك فيه أو لامه على حركاته وسكناته وقضاياه وتصرفاته، كان بمدلول دعاء النبي (ص) مخطئا لان من أقدم على شئ من ذلك كان عدوا له عليه السلام و عدوه عدو الله، وعدو الله كافر وهذا واضح فتأمل.
(ومن حروبه حرب صفين) المشتملة على وقائع يضطرب لها فؤاد الجليد، ويشيب لهولها فؤاد الوليد ويذوب لتسعر بأسها زبر الحديد، ويجب منها قلب البطل الصنديد، ويذهب بها عناد المريد وتمرد العنيد، فإنها أسفرت عن نفوس أساد مختطفه باللهازم، ورؤوس أجلاد مقتطفة بالصوارم، وأرواح فرسان طائرة عن أوكارها، وأشباح شجعان قد نبذت بالعراء دون إدراك أوتارها، وفراخ هام قد أنهضت عن مجاثمها وترائيب دوام أباح حرمتها من أمر بحفظ محارمها، فأصبحت فرائس الوحوش في السباسب، وطعمة الكواسر والكواسب، قد ارتوت الأرض من دمائها المطلولة، وغصت البيداء بأشلائها المقتولة، ورغمت أنوف حماتها ودنت حتوف كماتها بأيدي رجالات بنى هاشم الأخيار، وسيوف سروات المهاجرين والأنصار، في طاعة سيدها وأمامها وحامى حقيقتها من خلفها وأمامها، مفرق جموع الكفر بعد التيامها، ومشتت طواغيت النفاق بعد انتظامها، شيخ الحرب وفتاها، وسيد العرب ومولاها، ذي النسب السامي، والعرق النامي، والجود الهامي، والسيف الدامي والشجاع المحامي والبحر الطامي مزيل الضيم ري الظامي مقتحم اللجج صاحب البراهين