يوم بدر فرأيته يبحث للقتال كما يبحث الثور بقرنه فإذا شدقاه قد أزبدا كالوزغ فهبته ورعت عنه، فقال: إلى أين يا بن الخطاب وصمد له علي فتناوله فما رمت من مكاني حتى قتله، وكان أمير المؤمنين في المجلس فقال: اللهم غفرا ذهب الشرك بما فيه ومحى الاسلام ما تقدم، فما لك تهيج الناس علي؟ فكف عمر وقال سعيد: أما انه ما كان يسرني أن يكون قاتل أبى غير ابن عمه علي بن أبي طالب وأخذوا في حديث آخر، وأقبل علي يوم بدر نحو طعيمة بن عدي بن نوفل فشجره بالرمح وقال له: والله لا تخاصمنا في الله بعد اليوم أبدا.
وروى عن الزهري أنه لما عرف رسول الله صلى الله عليه وآله حضور نوفل بن خويلد بدرا قال: اللهم اكفني نوفلا، فلما انكشفت قريش رآه علي عليه السلام وقد تحير لا يدرى ما يصنع؟ فصمد له ثم ضربه بالسيف فنشب في بيضته فانتزعه ثم ضرب به ساقه، وكانت درعه مشمرة فقطعها ثم أجهز عليه فقتله، فلما عاد إلى النبي صلى الله عليه وآله سمعه يقول: من له علم بنوفل؟ قال: أنا قتلته يا رسول الله فكبر النبي صلى الله عليه وآله وقال: الحمد لله الذي أجاب دعوتي فيه.
(غزوة أحد) كانت في شوال ولم يبلغ أمير المؤمنين من عمره تسعا وعشرين سنة، وسببها أن قريشا لما كسروا يوم بدر وقتل بعضهم وأسر بعضهم حزنوا لقتل رؤسائهم فتجمعوا وبذلوا أموالا واستمالوا جمعا من الأحابيش وغيرهم ليقصدوا النبي صلى الله عليه وآله بالمدينة لاستيصال المؤمنين، وتولى كسر ذلك أبو سفيان ابن حرب فحشد وحشر وقصد المدينة فخرج النبي صلى الله عليه وآله بالمسلمين فكانت غزوة أحد، ونفق النفاق بين جماعة من الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وآله فتعاملوا به وأنساهم القضاء المبرم سوء العاقبة والمال، فرجع قريب من ثلثهم إلى