كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٨٦
يوم بدر فرأيته يبحث للقتال كما يبحث الثور بقرنه فإذا شدقاه قد أزبدا كالوزغ فهبته ورعت عنه، فقال: إلى أين يا بن الخطاب وصمد له علي فتناوله فما رمت من مكاني حتى قتله، وكان أمير المؤمنين في المجلس فقال: اللهم غفرا ذهب الشرك بما فيه ومحى الاسلام ما تقدم، فما لك تهيج الناس علي؟ فكف عمر وقال سعيد: أما انه ما كان يسرني أن يكون قاتل أبى غير ابن عمه علي بن أبي طالب وأخذوا في حديث آخر، وأقبل علي يوم بدر نحو طعيمة بن عدي بن نوفل فشجره بالرمح وقال له: والله لا تخاصمنا في الله بعد اليوم أبدا.
وروى عن الزهري أنه لما عرف رسول الله صلى الله عليه وآله حضور نوفل بن خويلد بدرا قال: اللهم اكفني نوفلا، فلما انكشفت قريش رآه علي عليه السلام وقد تحير لا يدرى ما يصنع؟ فصمد له ثم ضربه بالسيف فنشب في بيضته فانتزعه ثم ضرب به ساقه، وكانت درعه مشمرة فقطعها ثم أجهز عليه فقتله، فلما عاد إلى النبي صلى الله عليه وآله سمعه يقول: من له علم بنوفل؟ قال: أنا قتلته يا رسول الله فكبر النبي صلى الله عليه وآله وقال: الحمد لله الذي أجاب دعوتي فيه.
(غزوة أحد) كانت في شوال ولم يبلغ أمير المؤمنين من عمره تسعا وعشرين سنة، وسببها أن قريشا لما كسروا يوم بدر وقتل بعضهم وأسر بعضهم حزنوا لقتل رؤسائهم فتجمعوا وبذلوا أموالا واستمالوا جمعا من الأحابيش وغيرهم ليقصدوا النبي صلى الله عليه وآله بالمدينة لاستيصال المؤمنين، وتولى كسر ذلك أبو سفيان ابن حرب فحشد وحشر وقصد المدينة فخرج النبي صلى الله عليه وآله بالمسلمين فكانت غزوة أحد، ونفق النفاق بين جماعة من الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وآله فتعاملوا به وأنساهم القضاء المبرم سوء العاقبة والمال، فرجع قريب من ثلثهم إلى
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357