كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١١٨
السنن، ونطقت بها آيات الكتاب، وقررته بأدلة نظر محكمة الأسباب بالصواب، هامية السحاب بالمحاب ومفتحة الأبواب للطلاب، مثمرة إن شاء الله لجامعها جميل الثناء، وجزيل الثواب، فمن ذلك قوله تعالى وتقدس:
(لنجعلها لكم تذكرة وتعيها اذن واعية). روى الإمام أبو إسحاق إبراهيم الثعلبي في تفسيره يرفعه بسنده قال: لما نزلت هذه الآية (وتعيها اذن واعية) قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي: قال علي:
فما نسيت شيئا بعد ذلك، وما كان لي أن أنسى.
وروى الثعلبي والواحدي كل واحد منهما يرفعه بسنده الثعلبي في تفسيره والواحدي في تصنيفه الموسوم بأسباب النزول إلى بريدة الأسلمي - قال سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي: ان الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك، وان أعلمك وان تعي، حق على الله أن تعي قال فنزلت: (وتعيها اذن واعية).
ومن ذلك قوله تعالى: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون).
رواه المذكوران في تفسيرهما انها نزلت في علي عليه السلام وفي الوليد بن عقبة بن أبي معيط أخي عثمان لامه، وذلك أنه كان بينهما تنازع في شئ فقال الوليد لعلي عليه السلام: اسكت فإنك صبي وانا والله أبسط منك لسانا، وأحد سنانا، واملأ للكتيبة منك، فقال علي عليه السلام اسكت فإنك فاسق فأنزل الله سبحانه تصديقا لعلي (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) يعني بالمؤمن عليا، وبالفاسق الوليد، وكفى بهذه القصة شهادة من الله عز وعلا لعلي بكمال فضيلته وانزاله قرآنا يتلى على الأبد بتصديق مقالته، ووصفه إياه بالايمان الذي هو عنوان عمله ونتيجة معرفته، وقد نظم هذه القصة حسان بن ثابت فقال:
أنزل الله والكتاب عزيز في علي وفي الوليد قرآنا فتبوأ الوليد من ذاك فسقا وعلي مبوء ايمانا
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357