كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٧٣
هذا آخر كلام كمال الدين بن طلحة.
قال الشيخ المفيد رحمه الله: ومن آيات الله الخارقة للعادة في أمير المؤمنين عليه السلام أنه لم يعهد لأحد من مبارزة الاقران ومنازلة الابطال مثل ما عرف لأمير المؤمنين من كثرة ذلك على مر الزمان ثم لم يوجد في ممارسي الحروب إلا من عرته بشر ونيل منه بجراح أو شين إلا أمير المؤمنين عليه السلام فإنه لم ينله مع طول مدة زمان حربه جراح من عدوه ولا وصل إليه أحد منهم بسوء، حتى كان من أمره مع ابن ملجم لعنه الله على اغتياله إياه ما كان، وهذه أعجوبة أفرده الله تعالى فيها بالآية، وخصه بالعلم الباهر في معناها ودل بذلك على مكانه منه وتخصصه بكرامته التي بان بفضلها من كافة الأنام.
ومن آيات الله فيه عليه السلام: انه لا يذكر ممارس للحروب لقى فيها عدوا إلا وهو ظافر به حينا وغير ظافر به حينا ولا نال أحد منهم خصمه بجراح إلا وقضى منها وقتا وعوفي منها وقتا، ولم يعهد من لم يفلت منه قرن في الحرب ولا نجا من ضربته أحد فصلح منها إلا أمير المؤمنين عليه السلام، فإنه لا مرية في ظفره بكل قرن بارزه، وإهلاكه كل بطل نازله وهذا أيضا مما انفرد به عليه السلام من كافة الأنام وخرق الله به العادة في كل حين وزمان وهو من دلائله الواضحة ومن آيات الله تعالى أيضا فيه مع طول ملاقاته الحروب وملابسته إياها وكثرة من منى به فيها من شجعان الأعداء وصناديدهم، وتجمعهم عليه واحتيالهم في الفتك به وبذل الجهد في ذلك ما ولى قط عن أحد منهم ظهره، ولا انهزم عن أحد منهم ولا تزحزح عن مكانه، ولا هاب أحدا من أقرانه. ولم يلق أحد سواه خصما له في حرب إلا ثبت له حينا وانحرف عنه حينا، وأقدم عليه وقتا وأحجم عنه زمانا، وإذا كان الامر على ما وصفناه ثبت ما ذكرناه من انفراده بالآية الباهرة والمعجزة الظاهرة وخرق العادة فيه، بما دل الله
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357