شرفا إلى شرفه القديم، وكسته حلة مجد أوجبت له مزية التقديم، ورفعت له منار سؤدد ظاهر الترحيب والتعظيم وكانت هذه الكريمة صالحة لذلك الكريم أتاه المجد من هنا وهنا وكان له بمجتمع السيول اتصل بها رسول الله صلى الله عليه وآله من جهة تزيد على اتصاله، واختص بسببها به اختصاصا رفعه على أصحابه وآله فلهذا جعل نفسه نفسه، ونساءه نساءه وأبناءه أبناءه حين قدم النجرانيون لمباهلته وجداله، وكفاك بها مناقب سمت على النجوم الظاهرة، ومراتب يغبطها أهل الدنيا والآخرة، لا يدفعها إلا من يدفع الحق بعد ظهوره. ولا ينكرها إلا من ادعى أن الليل يغلب النهار بنوره وسيظهر لك أيدك الله عند ذكرها ما تعرف به حقيقة أمرها، وتستدل به على شرف قدرها.
إلى هنا تم الجزء الأول من هذه الطبعة وهي الثالثة - وقد جاءت بحمد الله وعونه خالية من الأغلاط - ويتلوه الجزء الثاني إن شاء الله تعالى وأوله فصل في ذكر مناقب شئ وأحاديث متفرقة