كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٨٣
الصخرة على الماء فاجتهدوا في قلعها فان زالت عن موضعها وجدتم الماء، فاجتمع القوم وراموا تحريكها فلم يجدوا إلى ذلك سبيلا واستصعبت عليهم، فلما رأى ذلك لوى رجله عن سرجه وحسر عن ساعده، ووضع أصابعه تحت جانب الصخرة فحركها وقلعها بيده ودحا بها أذرعا كثيرة، فظهر لهم الماء فبادروه وشربوا فكان أعذب ماء شربوه في سفرهم وأبرده وأصفاه، فقال:
تزودوا وارتووا ففعلوا، ثم جاء إلى الصخرة فتناولها بيده ووضعها حيث كانت، وأمر أن يعفى أثرها بالتراب، والراهب ينظر من فوق ديره.
فنادى يا قوم انزلوني فأنزلوه، فوقف بين يدي أمير المؤمنين (ع) فقال: يا هذا أنت نبي مرسل؟ قال: لا، قال: فملك مقرب؟ قال: لا، قال:
فمن أنت؟ قال أنا وصى رسول الله محمد بن عبد الله خاتم النبيين، قال أبسط يدك على يدي أسلم على يدك، فبسط أمير المؤمنين يده وقال له: اشهد الشهادتين، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد ان محمدا رسول الله، وأشهد انك وصى رسول الله، وأحق الناس بالامر من بعده، فأخذ عليه شرايط الاسلام وقال له: ما الذي دعاك إلى الاسلام بعد إقامتك على دينك طول المدة؟ فقال: يا أمير المؤمنين ان هذا الدير بنى على طلب قالع هذه الصخرة ومخرج الماء من تحتها، وقد مضى على ذلك عالم قبلي لم يدركوا ذلك فرزقنيه الله عز وجل.
انا نجد في كتبنا ونأثر على علمائنا أن في هذا الموضع عينا عليها صخرة (عظيمة) لا يعرفها إلا نبي أو وصى نبي وأنه لا بد من ولى الله يدعو إلى الحق آيته معرفة مكان هذه الصخرة وقدرته على قلعها، ولما رأيتك قد فعلت ذلك تحقق ما كنا ننتظره، وبلغت الأمنية، وأنا اليوم مسلم على يدك ومؤمن بحقك ومولاك.
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357