كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٣٢
يوليه غلظة وشدة، طلبا لتأديبه ورغبة في تهذيبه، فكان عليه السلام في ذلك من الموصوفين بقوله تعالى: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين.
وأما الشجاعة والنجدة والقوة فاتصافه بذلك أشهر من النهار، وأظهر من الشمس لذوي الابصار، أقر بذلك المؤالف والمخالف، واعترف به العدو والمخالف وشهد به الولي والحسود، وأسجل بصحته السيد والمسود، وذل لسطوته وصرامته الأساود والأسود، هو الذي دوخ الفرسان، وأذل الشجعان، وكان وكان، من كأبي حسن إذا احمر البأس وحام الناس، قسوا ولانوا فلهم هذه وهذه في العنف والرفق، وسأذكر في تضاعيف هذا الكتاب من ذلك ما يكون عبرة لاولى الألباب.
وأما علم القضاء والاحكام ومعرفة الحلال والحرام فقد تقدم من ذكره ما لعله كاف شاف، وبما يراد من الغرض واف، وقضاياه التي اشتهرت وأحكامه التي ظهرت تشهد بمكانه ومحله، وتنبئ عن شرفه ونيله، وتقضى بعلو مكانه وفضله.
فمن أحكامه انه رفع إليه عليه السلام ان شريحا القاضي قد قضى في امرأة ماتت وخلفت زوجا وابني عم أحدهما أخ لام، وقد أعطى الزوج النصف من تركتها وأعطى الباقي لابن عمها الذي هو أخوها من أمها، وحرم الاخر فأحضره علي عليه السلام قال له: ما أمر بلغني عن قضائك في قضية الامرأة المتوفاة؟
قال: يا أمير المؤمنين قضيت بكتاب الله تعالى، وأجريت ابن العم بكونه أخا من أم مجرى أخوين أحدهما من أب والاخر من أم فأنكر عليه علي عليه السلام وقال: أفى كتاب الله تعالى ان الباقي بعد الزوج لابن العم الذي هو أخ من أم قال: لا، قال: فقد قال الله تعالى: (وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357